20. magic wand

Article by Salam

المقالة الأصيلة مكتوبة باللغة العربية لتقرأها باللغة العربية اذهب إلى أسفل المقالة

Pink is the colour of my dreams. When I wear a pink dress I feel like a princess with a magic wand that could realize any wish with a single stroke.

Magic wands can do a lot right? For example, I could use one to create a new toy that would be waiting for me every time I came home from school. A magic wand could also create the notebooks, books, and even the pens that I want. Magic wands can make dresses and even winter jackets and hats as well, or those gloves that keep my hands warm in the harsh winter weather.

When I’m wearing my pink dress, my magic wand always helps me choose the house that I want to live in. My magic wand takes me to a house with walls and a roof that protects me and my family from the winter cold and rain. 

My new house consists of four rooms, a kitchen, and a bathroom. This way, I have a room where I sleep alone on my bed with my pink pillow. I can also take a shower with warm water that will clean all the dirt from my body and make my hair smell fresh.

In this house, we will have a table at which my family and I can sit and eat. In this kitchen, we will have a cupboard, a fridge, and also gas for cooking.

The living room is so beautiful when my siblings and parents are all together watching the TV series that my parents talk about. On holidays, we will fall asleep in the middle of watching these series, and my mother will carry us to our rooms. She will cover us and turn off the lights so we can sleep in peace and warmth.

But when we have school the next day, the house will keep us from staying up late by telling us to sleep early, so we can be ready for the next day when my mother wakes us up for school. After my mother wakes me up, I will start preparing myself. I will wash my face and brush my teeth in my own pink brush. I will get dressed and brush my hair, and I will hear my mother’s voice calling me to take the food that she has prepared for my siblings and I.

The bus will be waiting downstairs. We will hear its sound and we will run from our house and jump on the bus. On the bus, we will see our friends and talk about our vacation the whole way to school.

My magic wand could make the school, classrooms, chairs, books, notebooks, pens, the sound of the bell, the students in the playground eating and racing, and even some of them fighting.

When school is over, my magic wand will make the bus take us home, and my mother will be waiting for us to hug us and ask us to wash our hands and change our clothes and then go to the kitchen to eat the food that she prepared for us.

We then wait for the food to cool down, watch the steam rise, and start eating our food. We go to our rooms and do our homework and prepare ourselves for the next day.

My magic wand makes the sound of the door as my father arrives with sweets. We run to hug him and say hello. He takes a shower and prepares himself for us to have dinner and to talk about our days together. Mom kisses us and Dad hugs us before we go to sleep, and finally, my pink day ends.

When I open my eyes, I see that I’m still in this bleak brown tent. It’s a tent devoid of all the dreams I imagined. There isn’t a warm room or even a kitchen that would bring us together at a table. Nor is there the bathroom and the warm water that would clean my slender body, which has become sore from the insects that gnawed at it, as well as my hair, which I’ve forgotten its original colour from the lack of showers.

The story of Cinderella ends in the middle of the night because of the fairy godmother and her magical wand. Cinderella could have anything she wanted, but only for a specific time and then everything returns to its reality.

Cinderella has returned to her life of cinders, which does not resemble the brightness of her heart and the serenity of her dreams. Her smile does not resemble her eyes, and even her innocent face, tired of life’s problems.

I remembered Cinderella’s story because it is similar to mine when my pink magic wand expired. I flew so far from my reality and lived this dream for hours, and then it started to wear off and my vision became blurry. Now I’ll close my eyes again and move this stick. Maybe it’ll return to my dreams.


“ الاستقرار “

حتى سن الرابعة عشر كنت متأكدة تماماً بأن عالمي وموطني هو هنا في سوريا، ولم أفكر يوماً في غير ذلك. لم أتقبل حتى فكرة التنقل بين مدينة وآخرى على الرغم من أن عائلة أمي كانت تعيش في الشام ونحن كنا في مدينة حلب ولكن لم أقبل فكرة التخلي حتى عن الحي الذي أمشي فيه كل يوم وصولاً لمدرستي التي عشت فيها لحظات لا تنسى ولا يمكنني نسيانها حتى وإن حاولت.

فتاة متعصبة لوطنها بيتها مدرستها وحتى أبسط التفاصيل التي كنت أعيشها بيومي، كمروري من الحديقة العامة وتناولي للمثلجات من أفضل مكان يصنع المثلجات في حلب ويدعى “ السلورة “. الكتب التي كنت أشتريها من مكتبتي المفضلة وفي بعض الأحيان كان العم خالد صاحب المكتبة يعطيني إياها مجاناً لأنني وكما قال لي يوماً أنني فتاته المفضلة كوني وفي هذا العمر بدأت في حب العلم وقراءة الكتب والغوص في عالم بعيدٍ عن عالمنا كما شبهه عم خالد

كنت أراه دائماً غارقاً في الكتب والبحث عن كل شيئ جديد قد يطور من أفكار عادات وتقاليد مجتمعنا، كان لديه العديد من الأفكار التي لطالما كانت تبهرني وكأنني لست بحاجة أن أقرأ كتاباً فها أنا لدي العم خالد. سنين من الخبرة والتجارب التي ستنير مخيلتي وستجعلني أفهم من أنا وماذا أريد. لكن لا هنالك سر في الكتب لن تعلميه إلا عندما تقرأينه وتلامسين بأصابعك الصغيرة هذه أطراف صفحاته وتسمعين صوت أوراقه عندما تقلبينها لتبدأي بعالم جديد آخر.

كنت أستمع له في الساعات. ورائحة الياسمين كانت تعشعش في أرجاء تلك الأماكن, ومرة كنا نتحدث عن الياسمين والسر خلف رائحته المتواجدة في كل مكان وكأنك عندما تقول سوريا تبدأ رائحة الياسمين تفوح هكذا نحن السوريون مخلوقون من ياسمين. فأخبرني العم خالد حينها بأن الياسمين قد جعلنا عشاق شعراء وفنانين في قلب كل شخصٍ هنالك ياسمينة ناصعة البياض لذلك نحن ملقبون بالطيبة والكرم.

لم أفكر يوماً بأنني سأفارق كل هذه الأماكن الأشخاص وحتى الذكريات. لكن وكما قال المتنبي يوماً “ ما كل ما يتمناه المرء يدركه، تجري الرياح كما لا تشتهي السفن “ ما معناه هذا الكلام.

الظروف التي نمر بها لا تسير دائماً وفق رغباتنا وكما نريد، بل على العكس في بعض الأحيان تدفعنا رياح قوية إلى مكان لم نتخيل يوماً أننا سنصل إليه.

وهذا ما حصل معي تماماً سفينتي فردت شراعها وبدأت في الإبحار في طريق لست أنا من أخترته بل تلك الرياح التي عصفت بي في منتصف طريقي في هذه الحياة وغيرت مسار حياتي بأكملها.
رياح حارة فيها من غبار الحرب ما يكفي ليجعلك تضل طريقك، كانت تحرق كل شيئ من بيت إلى مدرسة وحتى المكتبة التي كان يعيش فيها العم خالد آخر أيام حياته وهو لا يعلم.
لم أودعه ولم أقل وداعاً لمدرستي وحتى أصدقائي، بيتي أيضاً لم أشعر بأنني سأغيب كثيراً أو لربما كنت فقط أكذب على نفسي. لأنني كنت مؤمنة تماماً بأنني سأعود وهذه الحرب ستنتهي خلال شهرين لا أكثر، والآن أكثر من عشر سنين ومازلت مغتربة ولا أعلم معنى كلمة الاستقرار.

لذلك وبما أنني أتحدث اليوم عن معنى كلمة “ استقرار “ قررت أن أسأل بعض الأشخاص عن رأيهم وشعورهم بعد أن فقدوا معنى الاستقرار. هل حياتهم الآن أفضل؟ هل يشعرون بالاستقرار؟ أو مازالوا في عملية بحث.

راما عمري خمسة وعشرون غادرت سوريا منذ سبع سنوات، الآن أنا في الأردن تزوجت وأسست عائلة ولدي طفلة أسميتها شام لأنني من دمشق. لدي شعور دائم أنني سأعود يوماً ‘إلى وطني سوريا، أحب المكان الذي أعيش فيه الآن لكن لم أشعر يوماً بالإنتماء لوطن آخر.
عندما بدأت بشراء الأغراض للمنزل لم أكن سعيدة إلى هذه الدرجة حتى في بعض الأحيان لا أحب أن أفعل ذلك لأنني وبكل بساطة عندما أفكر في السفر إلى سوريا كيف سأبيع مجدداً كل هذه الأغراض أو لأنني خائفة أن أعيش ذكريات جديدة بعدها سيصعب عليي تركها خلفي وسنبدأ في شعور الضياع بين وطن ننتمي إليه ويعيش داخلنا، ومكان آخر نعيش فيه نحن حاضرنا لكن عن المستقبل لا ندري أين سنكون. لذلك شعور الاستقرار بالنسبة لي هو التشتت لأنني وحتى الآن لا أعلم أين وجهتي في هذه الحياة.

مصطفى …
شابٌ سوري كنا قد قابلناه منذ فترة قصيرة، تحدثنا معه عن حياته كيف هاجر من سوريا مع عائلته، وكيف بدأ حياته هنا في تركيا. تناقشنا معه عن رأيه حول موضوع الاستقرار وما هو شعوره اتجاه هذه الكلمة.

كان من الشبان المتفائلين على الرغم من كل المصاعب التي مر بها منذ كان صغيراً. مصطفى قد هاجر من سوريا عندما كان في عمر الثانية عشر بعد سنة ونصف من إندلاع الحرب.
صغيراً على ما حدث معه لكن لم يمنعه من التغيير والتأقلم.

بعد مرور فترة على لقائنا بمصطفى قررنا أن نلتقي به مجدداً، لنتحدث معه عن حياته والتغيير الذي عاشه وكيف استطاع أن يتأقلم معه. مصطفى الشاب الذكي الذي يشع بالحيوية والنشاط، نظراته الثاقبة التي ترسم مستقبلاً مليئاً بالأحلام والأمال التي لا نهاية لها.

في مقهى على أطراف البحر جلسنا مع أكواب القهوة التركية السادة، أصوات أمواج البحر تلاحق أصوات طيور النورس. أنظر إلى مصطفى كيف يتأمل هذه اللوحة الفنية من الشباك يستمع بعمق مخيف إلى تلك الأصوات.
يأخذ شهيقاً ويعطي زفيراً بين كل جملة وآخرى، وكأنه يسافر في ذاكرته إلى أماكن مهجورة مظلمة لم يصلها النور من قبل. هل هو الخوف من مواجهة هذه الذكريات، أم عدم الرغبة بتذكر هذه اللحظات مجدداً؟

مصطفى هل أنت خائف ؟ أم متوتر؟
أنا إنسان طبيعي في داخلي مشاعر مختلفة وأيضاً صعبة لا استطيع فهمها في بعض الأحيان، بالرغم من أنني أنا من وافقت أن نتقابل ونتحدث في مثل هذه الأمور. إلا أنني أشعر بالتوتر والخوف من العودة لمثل هذه الذكريات الضبابية.
العودة وقرار التحدث مجدداً في مثل هذه الأمور أمر صعب جداً، لكن أنا متأكد بأنني سأرتاح بعد ذلك لأنني لم أتحدث لأي أحدٍ عن هذه المواضيع من قبل.

بدأت الحرب عندما كنت في المدرسة الإبتدائية، لا أذكر كل التفاصيل.
لكن كانت هنالك حالة من الرعب المحيط بنا جميعاً، في البيت المدرسة والشوارع.
أنت كطفل من أبسط حقوقك هو أن تعيش في أمان، أن تذهب إلى مدرستك وتلعب كرة القدم في وقت الاستراحة مع أصدقائك.
أن تتأخر عن الحصة الأولى لأنها تبدأ الساعة السابعة صباحاً وأنت لا تحب الاستيقاظ مبكراً.
لكن عندما بدأ الأمر بطريقة عكسية، الخوف الذي منعنا من الذهاب إلى المدرسة.
وأمي ومنعها الدائم لي من الذهاب للخارج واللعب مع الأطفال، كان هذا الشيء يغضبني في البداية ولكن مع الأصوات التي تتزايد في الخارج كنت قد فهمت ماذا يحدث.

أصوات بدأت تحيط بنا من كل الجهات، وكأنها قد خلقت لنا حياة جديدة.
أحكام وقوانين منعتنا من الحياة.
أتذكر أبي ودخانه وكيف كان يجلس في الساعات أمام التلفاز يشاهد الأخبار.
أمي كان التوتر واضحاً عليها منعتنا من كل شيء خوفاً علينا من الموت الذي كان يحيطنا من كل الجهات. حاصرونا وزرعوا لنا حدوداً لم تكن من اختيارنا يوماً.

انتظرنا على أمل أن تعود الحياة كما كانت ولكن عبثاً كان هذا الإنتظار، لم يمضي سوا من عمرنا.
قررنا أو يمكنني القول أن هذا القرار كان من قبل والداي، كوننا كنا صغاراً في العمر على فهم ما يحدث أو حتى على التفكير في مثل هذه القرارات.
لكن الذكريات لا نستطيع أن نزيلها من الذاكرة كأطفال، لذلك ما زلت وحتى هذه اللحظة التي أتحدث فيها معكِ الآن، أذكر كل التفاصيل عندما قررنا السفر.

أمي نظفت البيت بشكل جيد وكأننا ننتظر ضيوفاً مهمين، جهزت حقائب السفر ولكن لم تأخذ الكثير من الأغراض. كان لديها إيمان كامل بأننا سنعود. إلى أين ؟ إلى حضن الوطن ….
وهل عدتم ؟ لا، ذهبنا ولم نعد.

أذكر عندما وصلنا تركيا كان كل شيء مازال سهلاً، السفر والإجراءات وحتى الوقت كان مناسباً. كان عدد اللاجئين في تركيا مازال مقبولاً.
كان كل حلمي هو الشعور بالأمان، أن ألعب كرة القدم في الشارع، أن أجلس في الحديقة مع عائلتي كل يوم جمعة كما نفعل في سوريا.وعندما وصلت شعرت بأنني وبدون أن أفكر حتى أن أحلامي تحققت.

كانت عمتي قد أستأجرت منزلاً لنا، صغيراً لا يشبه منزلنا في سوريا.
الليلة الأولى لم نشعر بها من شدة التعب. بعد أسبوع أبي بدأ العمل مع زوجة عمتي.
سألت أمي عدة مرات متى سأذهب إلى المدرسة، لكنها لم تكن تعلم متى لذلك لم تكن تجبني.
بعد عدة أيام جاءت عمتي وأخبرت أمي هيا بنا لنسجل الأطفال في المدرسة. قفزت فرحاً وبدأت بالصراخ، الآن الآن …
عمتي: لا ليس الآن غداً صباحاً، لذلك كن جاهزاً.

ذهبنا إلى المدرسة، سجلنا وكان كل شيء يسير بطريقة ممتازة.
كان صفي يحتوي على مجموعة من الطلاب العرب اللذين لا يتحدثون اللغة التركية، ولأنني وبالطبع لا أتحدث اللغة التركية كان يجب أن أكون في هذا الصف.

أول يوم في المدرسة، لغة أسمعها لأول مرة كنت خائفاً.
دخلت المعلمة وبدأت بالتحدث عن المدرسة والأمور التي يجب أن نتبعها كطلاب. يجب أن نفهم بأننا في مدرسة واحدة مع طلاب من جنسية مختلفة.
هل كان هذا الأمر صعباً في البداية ؟ كان غريباً لا يمكنني تفرقته بين الصعوبة أو السهولة. كان جديداً بالنسبة لهم ولنا بالطبع.
لكن يمكنني القول أننا كنا طرفين، الطرف القوي والطرف الذي يجب أن يكون ضعيفاً حتى لو لم يكن يريد ذلك.
نحن الضيوف هنا، يجب أن نحترم كل شيء وأن نستمع إلى كل شيء.
لكن التمادي لم يكن من الأمور التي يجب أن نحترمها وهذا كان رأيي، كالتطاول على أحدهم أقصد بسبب جنسيته أو لغته. وهذا ما حدث معي ومع أصدقائي عدة مرات.
كلمات نسمعها عندما نلعب أو في الدرس أو حتى في فترة الإستراحة.
أنتم السوريون لا مكان لكم، عودوا إلى بلادكم لا نريدكم هنا، سوري سوري يا سوري …..

أنت كطفل كيف أثرت عليك هذه التصرفات العنصرية؟
حتى الآن وستبقى آثار هذه الكلمات في ذاكرتي، الأطفال لا ينسون شيئاً.
كان البداية مؤلمة ولكنني لم أستسلم، تعلمت اللغة ونجحت في فصولي الدراسية لكنني لم أكمل.
بدأ الأمر يزداد صعوبةً في المنزل، وأبي سألني لم يجبرني على شيء أبداً. قبل أن يكمل أنا كنت على ثقة تامة أنني أريد العمل ولا أريد تكملة دراستي.

اليوم الأخير في المدرسة.
آخر يوم لي في المدرسة قبل البدء في العمل، ذهبت إلى مكتب المدير وقدمنا الأوراق.
هل كنت حزيناً في هذه اللحظة؟ لا أستطيع أن أوصف مشاعري في تلك اللحظة سوى بأنني سأصبح سنداً لعائلتي التي هي أغلى ما أملك، لم أكن حزيناً بل كنت أشعر بالقوة.

اليوم الأول في العمل. كان أبي يعمل في ورشة للخياطة، ذهبت معه وبدأ يعلمني كل شيء. البداية كانت صعبة، عدت إلى المنزل لم أكل شيئاً كنت أريد النوم فقط. لم أشعر بشيء.
أخبرني عن الاختلاف بين كونك طالب في المدرسة وعامل في ورشة للخياطة؟
طالب في الزي الرسمي للمدرسة، المقاعد ووقت الإستراحة، الأصدقاء والملعب. الدروس والمعلمات كل هذه الكلمات تشجعك على أن تستمري لتحققي حلمك في المستقبل.
أما ورشة الخياطة مكان الضجيج والموسيقى الصاخبة، العمل بدون توقف، وقت الإستراحة القصير.
كل هذه الكلمات لا تشجعك على الإستمرار في مثل هذا المكان. لكننا استمرينا.

بعد فترة من العمل بدأت أشعر بأنني أندمج مع هذا الجو، الأصوات الصاخبة، العمل بدون توقف، عدم الشعور بالتعب كونك قد تعودت على الوقوف لساعات طويلة.
حتى طريقة الكلام قد تتغير، كون الجميع هناك لا يتحدثون بالطريقة التي اعتدنا عليها في المدرسة. طريقتهم همجية في التحدث ومع الوقت أصبحت أتحدث مثلهم.
الراتب الأول.
عندما أخبرني أبي بأن هذا المال لي شعرت بالغرابة، هل أنا بدأت العمل؟ هل بدأت بربح المال؟ كان شعوراً رائعاً يشبه العظمة.
بدأت أحب هذا الشعور، ربح المال والعمل. وهكذا كنت في كل ليلة أبدأ بالحساب والتخطيط كيف يمكنني الربح أكثر. وكأنني أصبحت تاجراً.
كان لدينا تجار من كل الدول، ولم يكن الجميع يتحدثون اللغتين العربية والتركية مثلي، لذلك أنا الشخص الذي كان يترجم كل شيء بين التاجر وصاحب العمل.

تعرفت على عددٍ كبيرٍ من التجار، وقلت لما لا يمكنني أنا أيضاً البدء في التجارة. لدي المعلومات الكافية عن هذا العمل الآن ويمكنني القول بأنني جاهز.
الخطوة الأولى كانت التحدث مع التجار وعرض أسعار أفضل، الخطوة الثانية هي النوعية أن أقدم لهم نوعية أفضل من التي كنا نقدمها لهم في المصنع. والثقة التي يجب أن أبدأ بها هذا العمل، أردت أن أبدأ بطريقة صح، طريقة نظيفة في المستقبل عندما أنظر إلى بداياتي أشعر بالراحة وليس بتأنيب الضمير.

بدأت العمل مع تاجر واحد فقط، ولكن ما هي إلا شهوراً قليلة وبدأت أتلقى المزيد من الطلبات وكنت أحاول أن أنظم ما بين عملي الخاص وعملي في المصنع.
سنة واحدة وبعد ذلك بدأت عملي الخاص، زيارة المصانع وشراء البضاعة وتصديرها إلى مختلف الدول.
المشاركة في المعارض والتعرف على المزيد من التجار، أرقام اجتماعات وزيارات تزداد.

عائلتي أصدقائي وكل الناس حولي لاحظوا التطور الذي أعيش فيه، وأنا كنت أعمل بجهد أكبر. أركز على كل معلومة ونصيحة.
واثق من نفسي وخططي، كوني أمنت في نفسي وكنت متأكد بأن الله معي في كل خطوة أخطيها لذلك لم أكن خائفاً من شيء.

الآن وضعي ووضع العائلة جيد، حتى أنه أفضل من قبل وهذا بالطبع سيحدث كوننا عملنا بجد وأنا أعلم بأنني تنازلت عن دراستي مقابل العمل وهذا الشعور لم يكن يفارقني.
هل تريد أن تفكر في إكمال تعليمك ؟
من قال أنني لا أدرس بالطبع عندما بدأت أشعر أن عملي يسير بشكل جيد، حضرت أوراقي وذهبت إلى المدرسة مجدداً سجلت اسمي وبدأت بالتحضير للإمتحان.
والآن أنا في الجامعة السنة الثانية، أعلم بأنني تأخرت ولكن كما نقول “أن تأتي متأخراً خيرٌ من أن لا تأتي أبداً”

فاطمة عمري أربعون عاماً. لدي خمس أطفال أعيش مع عائلتي في ألمانيا منذ أكثر من عشر سنوات. غادرنا سوريا ولم تكن وجهتنا ألمانيا على الإطلاق كنا نعيش في تركيا.
الوضع الاقتصادي بدأ يزداد سوءاً أكثر وأكثر.
أردت أن أعيش في مكان أرتاح فيه وأن أشعر في الاستقرار الذي لطالما كنت أبحث عنه، لأن مستقبل أطفالي يهمني أكثر من أي شيئ آخر خاطرت في حياتي وحياتهم أيضاً وسافرنا في القارب إلى اليونان والتنقل بين الحدود مرة سيراً على الأقدام ومرةً في القطارات. كنت قد خاطرت كثيراً بحثاً عن معنى الاستقرار. لست نادمة على العكس سعيدة هنا ومستقرة جسدياً فكرياً نفسياً وحتى مادياً.

هل أفكر في العودة لا، لا أريد أن أعود خطوات إلى الوراء. سوريا بلد الحب والياسمين وأشتاق لكل ذكرياتي وأيامي التي قضيتها هناك، أشتاق لعائلتي وأخوتي لكن لا أفكر في الرجوع يوماً لأنني وبكل بساطة أخترت الحياة التي أريدها لي ولأطفالي والآن أنا أعرف ما هو المعنى الحقيقي للإستقرار.

Leave a comment